واشار رئيس جميعية المشاهير والمعالم الثقافية الايراني " حسن بلخاري " في حوار مع وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء (ارنا) الى اهمية العالم الايراني فارابي واتقانه للتاريخ والثقافة الايرانية وقال ان الجمعية اقترحت تسمية يوم خاص في التقويم الايراني باسم فارابي تخليدا له.
وأضاف أستاذ فلسفة الفن بجامعة طهران: إن الفارابي من أوائل فلاسفة العالم الإسلامي ويعتبر أعظمهم وابن سينا ،يعتبر الفارابي استاذه وكتب عنه في احدى اثاره إنه قرأ كتاب مابعدالطبیعه لأرسطو أربعين مرة لكنه لم يدركه الى صادف في يوم من الأيام كتابًا في السوق يسمى أغراض أرسطو الميتافيزيقية للفارابي. وقد فهم ميتافيزيقيا وبالتالي فإن الفارابي هو مدرس ابن سينا.
ووصف رئيس جميعية المشاهير والمعالم الثقافية العالم الكبير " ابونصر محمد بن محمد فارابی" بأنه من أبرز العلماء الإيرانيين وقال: الفارابي عالم عظيم وعالم لجميع البشرية بسبب إتقانه لمختلف العلوم فهو لا ينتمي فقط إلى إيران والإسلام بل الى كل البشرية .
ابونصر محمد بن الفارابی
و ولد أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان الفارابي عام 260 هـ/874 م في فاراب في إقليم تركستان التابعة لايران أنذاك وتوفي عام 339 هـ/950م وكان فيلسوفا مسلما اشتهر بإتقان العلوم الحكمية وكانت له قوة في صناعة الطب.
ولد الفارابي في مدينة فاراب، ولهذا اشتهر باسمه نسبة إلى المدينة التي عاش فيها. كان أبوه قائد الجيش، وكان يعيش في بغداد ثم انتقل إلى سوريا و استقر في دمشق إلى حين وفاته. وعاش الفارابي في دمشق حتى وفاته عن عمر يناهز 80 عامًا ودفن في دمشق.
سمي الفارابي "المعلم الثاني" نسبة للمعلم الأول أرسطو و كذلك بسبب اهتمامه بالمنطق لأن الفارابي هو شارح مؤلفات أرسطو المنطقية.
عكف في مسقط رأسه على دراسة طائفة من مواد العلوم والرياضيات والآداب والفلسفة واللغات وعلى الأخص التركية وهي لغته الأصلية بجانب معرفته للغات العربية والفارسية واليونانية.
ثم خرج من بلده حوالي سنة 310 هـ، وهو يومئذ يناهز الخمسين، قاصداً العراق، حيث أتم دراساته. فدرس في حرّان الفلسفة والمنطق والطب على الطبيب المنطقي المسيحي يوحنا بن حيلان، ودرس في بغداد الفلسفة والمنطق على أبي بشر متى بن يونس، وهو مسيحي كان حينئذ من أشهر مترجمي الكتب اليونانية ومن أشهر الباحثين في المنطق، ودرس في بغداد كذلك العلوم اللسانية العربية على ابن السراج، وأتيح له فيها أيضاً دراسة الموسيقى وإتمام دراساته في اللغات والطب والعلوم والرياضيات، ولا غرابة أن يتلمذ في هذه السن المتقدمة، فقد كان العلماء في هذه العصور، يطلبون العلم من المهد إلى اللحد.
كان الفارابي مولعاً بالأسفار في طلب العلم ونشره والإحاطة بشئون الجماعات، فانتقل من العراق إلى الشام حوالي سنة 330 هـ حيث اتصل بسيف الدولة بن حمدان الذي عرف له فضله، وأكرم وفادته، وعاش في كنفه منقطعاً إلى التعليم والتأليف، وكان في أثناء إقامته بالشام يتنقل بين مدنها وخاصة بين حلب (عاصمة الحمدانيين) ودمشق التي كانت في حوزتهم تارة وتخرج أخرى، وقد سافر مرة من الشام إلى مصر، وكان ذلك على الراجح سنة 338 هـ ثم رجع منها إلى دمشق حيث توفي سنة 339 هـ.
تم تقديم ملف أبو نصر محمد الفارابي بشكل مشترك من قبل إيران وكازاخستان الى الدورة 266 للمجلس العام لليونسكو (من 3 إلى 17 أبريل 2019) وفي المؤتمر العام الأربعين لليونسكو (من 12 إلى 27 نوفمبر 2009). 98) تمت الموافقة على أن تكون 2020-2021 عام إحياء ذكرى الفارابي بمناسبة عيد ميلاده الألف والخمسون.
واشتهر الفارابي بمعرفة لغات كثيرة، زعم بعضهم أنها سبعون، وعدّوا منها اليونانية. وكان حادّ الذهن رياضياً شاعراً بعيد الهمة عزيز النفس.. وكذلك كان موسيقياً تُنسب اليه الأعاجيب: يعزف فيضحك الناس ويبكيهم، وينسب اليه اختراع الآلة المعروفة (بالقانون). وكانت له قوة في صناعة الطب وعلم بالامور الكلية منها، ولكنه لم يباشر أعمالها ولا حاول جزئياتها.
وإذا كان الفارابي قد زهد في الدنيا وظهر بزي أهل التصوف ولجأ في بعض أسلوبه الى الرمز عن معانيه، فانّه لم يكن صوفياً. والاجماع واقع على أن الفارابي اوّل الفلاسفة الكبار في الاسلام، وقد عرُف بأنه فيلسوف المسلمين وأقربهم الى فهم فلسفة ارسطو.
وهو أولُ من حمل المنطق اليوناني تاماً منظماً الى العرب. وقد أعجب بأرسطوا فشرح كتبه المنطقية وعلق عليها فأظهر غامضها وكشف سرها وقرّب متناولها وجمع ما يُحتاج اليه منها في كتب صحيحة العبارة لطيفة الإشارة منّبهة على ما اغفله الكندي وغيره من صناعة التحليل وانحاء التعليم وبذّ في ذلك أهل الاسلام، حتى سُميّ المنطقي والمعلم الثاني بعد أرسطو المعلم الاول.
م م
